دستور 1947

القضية الجزائرية

ج. موقف الجزائريين منه

رفضـــت جميع الأحزاب الوطنية وكذا الشعب الجزائري دستور 1947 وهذا للأسباب التالية :

لعدم استشارة أو مشاركة الشعب الجزائري في إنجازه .

لكونه لا يلبي رغبة الشعب الجزائري التي تتمثل في الحصول على الشخصية الوطنية

لكونه لا يلبي رغبة الشعب في تقرير المصير .

لأن المادة الأولى منه تؤكد أنّ الجزائر جزء لا يتجزئ من فرنسا .

لأنّه يساوي بين الجزائريين وعددهم 10 مليون والفرنسيين وعددهم 800 ألف .

د. موقف المعمرين منه :

بالرغم من وجود بعــض البنود التي كانت تخدم مصلحة الشعب الجزائري إلاّ أنّ المعمرين رحّبوا بهذا الدستور وذلك للأسباب التالية :

كانوا على يقين أن كل البنود التي تبدو في مصلحة الجزائريين سوف لن تطبّق .

منح لهم هذا الدستور ما كانوا يرجونه منذ 1830 و هو تسيير شؤون الجزائر دون دخل فرنسا في ذلك

يقتصر مهمة فرنسا بمدّهم بالعسكر و الأسلحة وفنون التعذيب …

منحهم حرية التصرف بالجزائر كيفما يشاءون .

ه. مآله :

لم يدخل هذا الدستور حيز التطبيق بسبب موقف الجزائريين منه ولتأكدهم أنه مجرد حبر على ورق .

إنشاء المنظمة السرية: مع مطلع 1947 عقد حـــزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية المؤتمر الأوّل درست خلاله النقاط التالية :

1. أوضاع البلاد تحت النفوذ الاستعماري . 07

2. الخطط والوسائل التي يجب اعتماده على الكفاح في المستقبل .

3. المصادقة على كل القرارات التي تدعوا إلى الاستقلال .

4. ضرورة إنهاء الوجود الاستعماري ولو عن طريق العنف .

5. الموافقة على إنشاء منظمة سرية عسكرية مهمتها تدريـب المناضلين على استعمال السلاح والاستعداد لمعركة مسلحة في أسرع وقت .

على إثر انعقاد المؤتمر الأول لحكومة انتصار الحريات الديمقراطية تم إنشاء المنظمة الـخاصة (Os)والتي أسند تأسيسها السيد محمد بلوزداد ومن بين أعضائها البارزين : أحمد بن بلة، محمد بوضياف،العربي بن مهيدي، مصطفى بن بولعيد، سويداني بوجمعة، حسين آيت أحمد، لقي تأسيسها رواجا كبيرا لدى الشعب الشباب الــمتعطش للقتال فقد انظم إليها ما يزيد عن ألفي شاب خلال سنة واحدة . اكتشف أمرها عام 1950 في تبسة، وقد أظـهروا اللجنة الثورية للوحدة والعمل عام 1954 .

ظهور اللجنة الثورية للوحدة والعمل : على إثر انكشاف بعض أعضاء المنظمة الخاصة واستمرار البعض الآخر في العمل السري أصبح هذا الأخير يضايق أغلب أعضاء حركة الانتصار للحريات الديمقراطية فأخذت من هذه المنظمة وتجرد أعضاؤها من المسؤوليات، بالرغم من الضغوطات داخل الحزب والإدارة الاستعمارية واصل أعضاء المنضمة نشاطهم حتى دخل الحزب في أزمة بلغت ذروتها عام 1953 وهذا بعد إن طلب زعيم الحزب مصالي الحاج أن يمنح صلاحـيات خاصة وأمام الرفض الذي واجهه قام بحل اللجنة المركزية وعلى هذا الأساس انقسم الحزب إلى قسمين هما :

· الرئيس وأنصاره .

· اللجنة المركزية وأنصارها .

وبعد الاهتمامات المتبادلة عقد كل منهم مؤتمره ومما جاء فيهما ما يلي :

أ . مؤتمر المصالين في أورني ببلجيكا من 13 إلى 19 جويلية 1954 :

1. إدانة الخروج عن سياستهم العامة .

2. الدعوة إلى مبادئ ثورية .

3. منح ثقة مطلقة لمصالي .

ب. مؤتمر المركزيين في الجزائر العاصمة من 13 إلى 16 أوت 1954 :

1. إدانة قرارات مصالي الحاج وجماعته .

2. مواصلة الكفاح .

3. عدم الاعتراف بالاتهامات الموجهة من طرف مصالي .

4. إقالة مصالي وجماعته .

5. إدانة قرارات بلجيكا .

على إثر ظهور هذه الأزمة والاتهامات المتبادلة حول أعضاء المنظمة الخاصة تم إصلاح الوضع بينهما وبعد أن تيقنوا من عدم إصلاحهم قرروا إنشاء منظمة قوية تكون قيادتها جماعية وقراراتها جماعية وسياستها الكفاح المسلح كان هذا في شهر مارس 1954 .

في شهر جويلية 1954 عقد اجتــــماع ضم 22 شابا بالجزائر العاصمة ترأسه مصطفى بن بولعيد خرج هذا الاجتماع بإنشاء مكتب تنفيذي يظم 06 أعضاء هم : 1. مصـــطفى بن بولعيد .2. محمد بوضياف .3. العربي بن مهيدي .4.ديدوش مراد .5.رابح بيطاط .6.كريم بلقاسم . كما ضم ثلاث أعضاء كانوا في الخارج هم : .1.احمد بن بلة .2.محمد خيضر .3.حسين آيت أحمد . كما عقدوا اجتماعـا يوم 10 أكتوبر 1954 بالعاصمة قرروا خلاله تقسيم البلاد إلى خمس مناطق :

المنطقة الأولى :تضم الأوراس يرأسها مصطفى بن بولعيد .

المنطقة الثانية : تضم الشمال القسنطيني يرأسها ديدوش مراد .

المنطقة الثالثة : تضم منطقة القبائل يرأسها كريم بلقاسم .

المنطقة الرابعة : تضم العاصمة يرأسها رابح بيطاط .

المنطقة الخامسة : تضم وهران يرأسها العربي بن مهيدي .

كما عقدوا مؤتمر أخير يوم 23 أكتوبر 1954 قرروا خـلاله أن يكون تاريخ الثورة في الفاتح من نوفمبر 1954 شعارهم في ذلك : 08



إنّا جمّعنا للجهاد صفوفنا …. سنموت أو نحيا ونحن كرام