قيام البنوك الاسلامية

البنوك الإسلامية
أصبحت البنوك الإسلامية - على حداثتها – علامة مميزه للواقع الاقتصادي الإسلامي المعاصر وقد جمعت تجربتها الغريبة - منذ بدايتها – ولا تزال بين النظرية والتطبيق في آن واحد ، فالتطبيق جاء بسرعة قبل أن يأخذ التنظير مداه من حيث إيجاد الأوعية الشرعية لحركة المصارف الإسلامية ومعاملاتها .
وفى ظل الممارسة العلمية ، ووسط مؤسسات اقتصادية وبنوك تتعامل بالربــــا ، تظهر باستمرار تحديات جديدة وكبيرة أمام أولئك الذين يحاولون إحياء نهج الإسلام وإعادة بنائه ليحكم الحياة العملية وذلك بإنشاء نظام مصرفي على نحو يؤدى فيه وظائفه العادية – التي لا غنى عنها للاقتصاد الحديث المتقدم – ولكن على أساس المبادئ الإسلامية ودون اللجوء إلى الربــــــا أو ما يسمى الفائدة .

•والأهداف الأساسية التي من أجلها قامت البنوك الإسلامية يمكن تحديدها في الآتي:-
1- تطبيق الشريعة الإسلامية في مجال المعاملات الاقتصادية وتحقيق هذا الهدف هو أحد الأهداف الأساسية التي قامت من أجلها البنوك الإسلامية .
2- المساهمة في التنمية الاقتصادية للمجتمعات الإسلامية عن طريق دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مجتمعاتنا ، يعتبر أمراً أساسياً بلا شك خاصة وأن البنوك الإسلامية تعتبر نفسها جزءاً من هذه المجتمعات ، وترى أن عليها واجباً في المساهمة في تنميتها ودفع عجلة التقدم فيها .
3- المساهمة في التنمية الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية ، ومن النظرة الشاملة للمجتمع التي تبناها الإسلام تحتم على البنك الإسلامي ألا ينصرف إلى الأنشطة الاقتصادية فقط ، دون محاولة المساهمة في تقديم بعض الخدمات للمجتمع للتخفيف من معاناة إفراده وحل بعض مشاكلهم .
4- نشر التراث الإسلامي في مجال فقه المعاملات المالية ، ويتحتم على البنوك الإسلامية لكي تُزاول أعمالها وفقاً للشريعة الإسلامية في مجال المال والاقتصاد ، ولكي تستخلص الفتاوى والأحكام الشرعية وتطبقها على أعمالها اليومية ، وأن تعقد المؤتمرات والاجتماعات لكي تتواصل إلى اجتماع حول الفتاوى والأحكام .

وعندما نأتي للحديث عن التطبيق نعلم أن مرحلة التنظير التي من الواجب أن تسبق دائماً مرحلة التطبيق – وقد شهدت الأمة الإسلامية نهضة في ميدان التنظير في مختلف العلوم الإسلامية ، وكانت هذه النهضة تسير بصورة بطيئة نوعاً ما ، ولكنها تسعى إلى الإمام على كل حال ،في دول إسلامية ودول غير إسلامية مثل أوربا وأمريكا وقد نجحت البنوك المركزية الغربية بإنشاء بنوك إسلامية حيث رحب محافظ البنك المركزي البريطاني في عام 1984 م حيث ما قال نصه ” مرحباً بالبنوك الإسلامية ” .
وعندما نستعرض أهداف البنوك الإسلامية والمذكورة أنفاً في سياق المقال نجد :

بالنسبة للهدف الأول : تطبيق الشريعة الإسلامية في مجال المعاملات ،
فلقد استطاع البنك الإسلامي وبيوت التمويل بفضل من الله ، ثم بجهود من القائمين عليها أن يقدم كثيراً من الخدمات المصرفية والاستثمارية بأسلوب شرعي معتمد من هيئة الرقابة الشرعية في البنك مثل:
1- فتح الحسابات الجارية
2- فتح حسابات التوفير الاستثماري ، وحسابات الودائع الاستثمارية والتي تشارك في الأرباح والخسائر وفقاً لعقد المضاربة الشرعي ، وبالتالي أصبح هناك مجال لمن كانوا يحجمون عن التعامل بالفائدة الربوية بأن يستثمروا أموالهم بالطريقة الحلال .
3- فتح الاعتمادات المستندية بالأسلوب الشرعي حيث يشارك التاجر البنك الإسلامي في استيراد بضائع معينة ويتم الاتفاق على نسب توزيع الأرباح والخسائر .
4- شراء وبيع البضائع مرابحة وبطريقة تمكن المتعاملين من الأفراد والتجار من شراء البضائع وسداد قيمتها على دفعات وفقاً للأسس الشرعية .
5- بيع العقار للأفراد بالأجل ، وبيع المواد الإنشائية مرابحة ،بما يمكن المتعاملين من الحصول على هذه المواد ، وسداد ثمنها بعد فترة زمنية محددة وبأسلوب شرعي .
6- إصدار خطابات الضمان للأفراد والمؤسسات .
7- الاستثمار في التجارة بين الدول الإسلامية .
8- الدخول في مشاريع استثمارية مشتركة وفقا لأسلوب المشاركة مع أفراد أو مؤسسات بحيث يتم الاتفاق على أقسام الأرباح والخسائر وفقاًَ لنسب معينة ، وقد طرقت البنوك الإسلامية هذا المجال بقوة .

الهدف الثاني : المساهمة في التنمية الاقتصادية للمجتمعات الإسلامية : -
إن دور البنك الإسلامي في المساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مجتمعاتها يعد بلا شك أمراً أساسياً ، وخاصة وأن البنوك الإسلامية تعتبر نفسها جزءاً من هذه المجتمعات ،وترى عليها واجباً في المساهمة في تنميتها ، ودفع عجلة التقدم فيها ، ويمكن أن نذكر المجالات التي ساهمت البنوك الإسلامية فيها ، وتقيم نشاطها في هذا المجال
1- الاستثمار في المشاريع الإنتاجية التي تتوافر لها المقومات الأساسية في البلدان التي تقام فيها تلك المشاريع . ففي المجتمعات التي تعتمد بصفة أساسية على النشاط ، وتشجيع الأشخاص ذوى الخبرة والمقدرة على الدخول فيه .
2- الاستفادة من الأراضي الصالحة للزراعة في إنتاج الغذاء اللازم للمواطنين ، وتنمية القطاع الزراعي ، وزيادة مساهمة في الدخل القومي .
3- استيراد البذور والآلات الزراعية وبيعها على المزارعين وفقاً لترتيبات معينة .
4- إنشاء فروع في المناطق الزراعية لتقديم خدمات لتقديم خدمات مصرفية للمزارعين .
5- المساهمة في بناء وحدات سكنية للمزارعين ، وبيعها عليهم بالأجل ، واستلام الثمن بالتقسيط في حدود الشريعة الإسلامية .

الهدف الثالث: المساهمة في توفير الخدمات الاجتماعية :-
إن النظرة الشاملة للمجتمع التي يتبناها الإسلام تحتم على البنك الإسلامي ألا ينصرف إلى الأنشطة الاقتصادية فقط دون محاولة المساهمة في تقديم بعض الخدمات للمجتمع للتخفيف من معاناة أفراده وحل بعض مشاكلهم وقد ساهمت البنوك الإسلامية في ما يلي :-
1- المساهمة في جمع الزكاة والصدقات وتوزيعها على المؤسسات الخيرية والأفراد المستحقين
2- تقديم القروض الحسنة (بدون فائدة ) للأفراد المستحقين .
3- تشجيع الأفراد على مزاولة أنشطة منتجة في المجتمع والاهتمام بقطاع الحرفيين.

الهدف الرابع : نشر التراث الإسلامي في مجال فقه المعاملات المالية ،
ويتحتم على البنوك الإسلامية لكي تُزاول أعمالها وفقاً للشريعة الإسلامية فى مجال المال والاقتصاد ، ولكي تستخلص الفتاوى والأحكام الشرعية وتطبقها على أعمالها اليومية ، وأن تعقد المؤتمرات والاجتماعات لكي تتواصل إلى اجتماع حول الفتاوى والأحكام ، حيث قامت البنوك الإسلامية بما يلي :-
1- بشر الفتاوى الفقهية في مجال المعاملات المالية وتوعية المسلمين في هذا المجال.
2- عقد المؤتمرات والندوات لبحث الأمور الشرعية وأساليب العمل : وقد عقد المؤتمر الأول للمصارف الإسلامية في دبي عام 1980م .
3- شَجع قيام البنوك الإسلامية البحث العلمي في مجال فقه المعاملات ، حيث أُعدت رسائل ماجستير ودكتوراه في هذا المجال .
4- أدى اهتمام البنوك الإسلامية إلى اهتمام العالم الغربي بهذه المؤسسات ، ومحاولة التعرف على الأسس والقواعد التي تقوم عليها البنوك الإسلامية مما أدى إلى انتشار البنوك الإسلامية في سائر أنحاء العالم ..

وإن قيام البنوك الإسلامية يعتبر من السمات البارزة لهذا العصر ،ونجاحها بلا شك يكون فخراً للعرب والمسلمين في إنشاء وإدارة مؤسسات مالية حديثة وفقاً للعقيدة التي يؤمنون بها ، وليس حسب المفهوم الغربي المستورد.

هذا منطلق من حقائق الإسلام المشرقة بنور الحق ، برفض الإسلام والمسلمون امتثالا لأمره – النظام الربوى لحل أنظمتهم الاقتصادية – ويطلبون البديل …. ولعل إنشاء بعض البنوك التي تعمل بالربـــــا لفروع لها تحمل أسم الإسلام ولا تعمل بالربـــا ، هو اعتراف منها يدحض كل حجة باطلة ليقرر أن الإسلام يمكنه أن يسير حركة البنوك على نظامه ويزيل عنها خبث الربا . وهو إحساس من إدعاءات هذه البنوك بأن الجماهير المسلمة في ظمأ شديد وتطلع أكيد إلى غد جديد يسطع في سمائه نجم البديل الإسلامي في المعاملات المصرفية .
قال تعال{هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }إبراهيم52

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }هود88
صدق الله العظيم
والله من وراء القصد وهو يهدى إلى سواء السبيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته