منتديات نجوم مسيلة
عزيزي الزائر منتدي مسيلة يرحب بك الرجاء التسجيل في منتدانا ولك جزيل الشكر علي تعاونك معنا ورحلة طيبة في منتدانا وشكرا .
ادارة منتديات نجوم مسيلة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نجوم مسيلة
عزيزي الزائر منتدي مسيلة يرحب بك الرجاء التسجيل في منتدانا ولك جزيل الشكر علي تعاونك معنا ورحلة طيبة في منتدانا وشكرا .
ادارة منتديات نجوم مسيلة
منتديات نجوم مسيلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحمد بن بلّة : الثائر الناصري.

اذهب الى الأسفل

ايقونات2 أحمد بن بلّة : الثائر الناصري.

مُساهمة من طرف aswase28 الخميس أكتوبر 28, 2010 8:42 am


أحمد بن بلّة : الثائر الناصري.

تعتبرالثورة الجزائريّة من أعظم الثورات العربية في القرن العشرين , وقد خرجتهذه الثورة من رقعتها المحليّة المحدودة في قلب المغرب العربي لتصير ثورةلكل العرب وكل الأحرار في العالم الثالث . وبفضل الثورة الجزائرية تمكنتالجزائر أن تصبح ذات سمعة عربيّة وإسلامية محترمة , وكان يكفي ذات يومترديد اسم الجزائر لتقشّعر الأبدان .
لقد إندلعت الثورة الجزائرية فيغرّة نوفمبر سنة 1954 بإمكانات متواضعة وبسيطة , وفي غضون أشهر وجيزةإلتفّ حولها الشعب الجزائري لتقوده في نهاية المطاف إلى شاطئ الإستقلال في05يوليو – تموز سنة 1962 , وحاولت فرنسا جاهدة وبمختلف الوسائل السياسيةوالعسكرية وأد هذه الثورة التي إستعصت على فرنسا وتحققّ بذلك قول شاعرالثورة الجزائرية مفدي زكريا : أقسمنا بالدماء أن تحيا الجزائر .
وماكانت الثورة الجزائرية لتقود الجزائر بإتجاه الحرية لو لم يتوفر لهامجموعة من الرجال الذين إجتمعت كلمتهم على ضرورة الثورة كشرط وحيدلإسترجاع الحق المنهوب من قبل فرنسا . وقبل إندلاع الثورة الجزائرية إندلعلغط كبير في الأوساط السياسية والثقافية الجزائرية حول الإندماج فيالدائرة الفرنسية أو الإستقلالية عن فرنسا وتحصين الشخصية الجزائرية ,وذهب بعض السياسيين الجزائريين بعيدا في ذلك الوقت عندما شككوا في وجودالأمة الجزائرية و قد عرف عن أحد السياسيين الجزائريين قوله : لقد فتشت فيالقبور عن جذور الأمة الجزائرية فلم أجد شيئا , وكانت النخبة الجزائريةالفرانكفونية والتي درست في المعاهد الكولونيالية تنظر بعين الهازئوالساخر إلى دعوات المنادين بالحفاظ على السيادة الجزائرية والثقافةالجزائرية ذات البعدين العربي والإسلامي .
ووسط هذا الجدل الواسع بيندعاة الإندماج ودعاة الإستقلال قررّت مجموعة من الثائرين الجزائريين تشكيللجنة واسعة تضمّ إثنين وعشرين عضوا وهدفها الإعداد للثورة الجزائرية,
وقدإقتنعت هذه اللجنة – النواة الأولى للثورة الجزائرية – بأنّه لا يمكنالحصول على الإستقلال بالوسائل السياسية , لأن فرنسا قررت وبشكل نهائي ضمّالجزائر إلى فرنسا وإعتبار الجزائريين فرنسيين مسلمين , وكانت بطاقاتالهويّة التي تمنحها فرنسا للجزائريين فرنسية كتب عليها لدى التعريفبجنسية حاملها عبارة فرنسي مسلم , وقد جاءت هنا المواطنة الفرنسية قبلالإسلام الذي صاغ الشخصية الجزائرية و وقاها من الذوبان في مستنقع التغريبالفرنسي . وشرعت اللجنة المذكورة في الإتصال بالشخصيات الجزائرية الوطنيةالمؤمنة بحتمية الثورة , وقد كان لمحمد بوضياف ورابح بيطاط وزيغود يوسفومئات غيرهم دور كبير في تفجير الثورة الجزائرية , ومن الشخصيات الجزائريةالتي اإضمت إلى صفوف الثورة الجزائرية منذ إندلاعها أول رئيس للجزائرالمستقلة أحمد بن بلة الذي كان يعرف في أوساط إخوانه الثوّار بلقب : سيحميمد .
و يعتبر أحمد بن بلة من روّاد الثورة الجزائرية ومن الساسةالذين قادوا المرحلة بعد إستقلال الجزائر , وقد انضم إلى حزب الشعب الذيكان يتزعمه مصالي الحاج ثمّ إلى جبهة التحرير الوطني التي فجرت الثورةالجزائرية . و سجنته السلطات الفرنسية بعد أن تمكنّ من وضع قنبلة في مركزللبريد بمدينة وهران الواقعة في الغرب الجزائري , وفي السجن الفرنسي خططّللفرار منه وتمّ له ما يريد , وظلّ مستترا إلى أن تمكن من مغادرة الجزائرإلى المغرب سنة 1956 . وأعتقلته السلطات الفرنسية مجددا وهو في طريقه إلىتونس جوّا , وقد كان على متن الطائرة التي كانت تقله من الرباط إلى تونسقادة الثورة الجزائرية محمد بوضياف ,محمد خيضر , رابح بيطاط , وحسين أيتأحمد , وكانت طريقة اعتقال أحمد بن بلة ورفاقه تعتبر أول عملية قرصنة جويةمن نوعها حيث أجبرت الطائرات الحربية الفرنسية الطائرة المدنيّة التي كانعلى متنها أحمد بن بلة ورفاقه على الهبوط في مطار الجزائر العاصمة . وحتىلا تتكرر عملية الفرار السابقة تمّ اقتياد أحمد بن بلة الى سجن فرنسي يقععلى الأراضي الفرنسية وبقيّ معتقلا فيه الى موعد الاستقلال في 05تموز-يوليو من سنة 1962 فعاد هو ورفاقه الى الجزائر .
وقبيلالاستقلال الجزائري وبعيده اندلعت خلافات واسعة في صفوف الثورة الجزائريةوكادت هذه الخلافات أن تتحول الى حرب أهلية ضروس بين رفاق الأمس , وقدحسمت قيادة الأركان التي كان على رأسها هواري بومدين الخلافات لصالحهاوعينّت أحمد بن بلة على رأس الدولة الجزائرية الفتية , وبذلك أصبح أحمد بنبلّة أو سي حميمد كما كان يسميه رفاقه أول رئيس للدولة الفتيّة التي رأتالنور بفضل مليونين من الشهداء.

• معالم الدولة الجزائرية في عهد أحمد بن بلّة :

يعترفأحمد بن بلّة بأنّه كان قليل الخبرة السياسية وقليل الثقافة لجهة ما يتعلقبتسيير شؤون الدولة و ادارة شؤون العباد والبلاد , بل لقد ذهب بعيدا عندماقال بأنّ الثورة الجزائرية كانت تفتقد الى أطروحة الدولة , ويعترف بن بلةأيضا أنّه كان من أشدّ المعجبين بالرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كانيتمتع تاريخئذ بسمعة جماهيرية عربية واسعة , وقد ناصر جمال عبد الناصرالثورة الجزائرية وكان يمدها بالأسلحة عبر الحدود التونسية , كما منح كلالتسهيلات والامكانات لرجال جبهة التحرير الوطني الذين أقاموا في القاهرةومنها انطلقوا للتعريف بالثورة الجزائرية في العالم العربي والعالم الثالث. ولم يتنكّر الثائر الناصري ابن بلّة لفضل عبد الناصر على الثورةالجزائريّة فقررّ غداة انتصار الثورة الجزائرية التنسيق مع مصر عبد الناصرفي كل المستويات وخصوصا فيما يتعلق بقضايا العالم الثالث و القضاياالعربية الساخنة وحركات التحرر في العالم .
ويمكن القول أن جزائر أحمد بن بلة أصبحت نموذجا مصغرا للقاهرة في ذروة ريادتها للخط القومي .
بعدخروج فرنسا من الجزائر ورثّت الدولة الجزائرية الفتيّة معضلات أثرّت الىأبعد الحدود في مسار الدولة الجزائرية وأداءها السياسي والاقتصادي , فلقدتركت فرنسا الخزينة الجزائرية خالية وخاوية بعد أن قامت بسلب كل ما فيها وسحبت معها كل الودائع والأموال والسيولة التي كانت موجودة في البنوك , كماأنّ المحتلين الفرنسيين ونكاية بالثورة الجزائرية والجزائريين حطمّوا معظمالجرارات والألات الزراعيّة , الأمر الذي ألحق أكبر الأضرار بالزراعةالجزائرية وأبقى الجزائر تابعة زراعيا لفرنسا والى يومنا هذا , كما أدّىخروج الأساتذة الفرنسيين من الجزائر الى شغور فظيع في القطاع التربويوالتعليمي . وفوق هذا وذاك فقد خلفّت فرنسا في الجزائر مرضا ظلّ ومازاليفتك بالجزائر وهو مرض الأمية التي قدرّت سنة 1962 ب 80 بالمائة .
وكانالتحدي الأول الذي واجه الدولة الجزائرية هو قلّة الخبراء والأكفاء الذينلهم القدرة على تسيير دفّة الحكم , فأضطرّت الدولة الجزائرية الفتية الىالاستعانة بالمحسوبين على الثقافة الفرنسية من الجزائريين الذين تلقواتعليمهم في باريس وكان بعضهم يؤمن بفرنسا أكثر منه بالجزائر . وبدافع سدّالنقص أصبح دعاة الثقافة الفرانكفونيّة هم أصحاب الحل والربط ومن جملتهمالمهندس سيد أحمد غزالي الذي تخرج من الجامعات الفرنسية كمهندس في الطاقةوعين لدى عودته الى الجزائر مديرا لقطاع الطاقة الذي كانت تشرف عليه فرنسافي الجزائر .
وهذا لا يعني أنّ أحمد بن بلّة لم يكن قلقا على مصيرالثقافة العربية , بل كان يؤمن بعروبة الجزائر ولذلك قام باستدعاء ألافالأساتذة العرب من مصر والعراق وسوريا للمساهمة في قطاع التعليم , وقداصطدم هؤلاء التربويون العرب بمجموعة كبيرة من العراقيل البيروقراطيةوالتي كان يضعها في طريقهم سماسرة الثقافة الفرانكفونية وأختار العديد منهؤلاء المتعاونين العودة الى بلادهم وبذلك تمّ الاجهاز على مشروع التعريبالذي مازال متعثرا الى يومنا هذا .
ورغم ايمانه بعروبة الجزائر الاّأنّ بلة كان مهووسا بالفكر الاشتراكي اليساري وكان متحمسا لبعض التجاربالتي كانت سائدة في البلاد الاشتراكية , وتحمسّه للفكر الاشتراكي واليساريجعله يصطدم بالرجل الثاني في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخالبشير الابراهيمي الذي ورث خلافة الجمعية من الشيخ عبد الحميد بن باديسالذي أدركته المنيّة قبل اندلاع الثورة الجزائرية , وفسرّ البعض ذلكالصدام بأنّه بداية الطلاق بين النظام الجزائري والخط الاسلامي الذي كانتتمثله جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقيادة الشيخ البشير الابراهيمي. وبدأ الطلاق عندما اتهم البشير الابراهيمي الرئيس أحمد بن بلّة بتغييبالاسلام عن معادلات القرار الجزائري وذكّر بن بلة بدور الاسلام في تحريرالجزائر والجزائريين من ربقة الاستعمار الفرنسي , وبسبب هذا التصادم وضعالشيخ البشير الابراهيمي تحت الاقامة الجبرية وقطع عنه الراتب الشهريوبقيّ كذلك بدون راتب وتحت الاقامة الجبرية الى أن وافته المنية في يومالجمعة من 20 محرّم سنة 1375 هجرية الموافق ل 21 مايو –أيّار سسنة 1965 .
ويقولبعض المؤرخين الجزائريين أنّ التصادم بين أحمد بن بلة والشيخ البشيرالابراهيمي سببه البيان الذي أصدره الابراهيمي في 16 أبريل –نيسان سنة1964 , وهذا نصّ البيان .
باسم الله الرحمان الرحيم
كتب الله لي أنأعيش حتى استقلال الجزائر ويومئذ كنت أستطيع أن أواجه المنيّة مرتاحالضمير , اذ تراءى لي أني سلمت مشعل الجهاد في سبيل الدفاع عن الاسلامالحق والنهوض باللغة- ذلك الجهاد الذي كنت أعيش من أجله – الى الذين أخذوازمام الحكم في الوطن ولذلك قررت أن ألتزم الصمت . غير أني أشعر أمام خطورةالساعة وفي هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة الشيخ عبدالحميد بن باديس –رحمه الله – أنّه يجب عليّ أن أقطع الصمت , ان وطننايتدحرج نحو حرب أهلية طاحنة ويتخبط في أزمة روحية لا نظير لها ويواجهمشاكل اقتصادية عسيرة الحل , ولكنّ المسؤولين فيما يبدو لا يدركون أنشعبنا يطمح قبل كل شيئ الى الوحدة والسلام والرفاهية وأن الأسس النظريةالتي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تبعث من صميم جذورنا العربية والاسلاميةلا من مذاهب أجنبيّة . لقد ان للمسؤولين أن يضربوا المثل في النزاهة وألاّيقيموا وزنا الاّ للتضحية والكفاءة وأن تكون المصلحة العامة هي أساسالاعتبار عندهم , وقد ان أن يرجع الى كلمة الأخوة التي أبتذلت –معناهاالحق – وأن نعود الى الشورى التي حرص عليها النبيّ صلىّ الله عليه وسلم ,وقد ان أن يحتشد أبناء الجزائر كي يشيّدوا جميعا مدينة تسودها العدالةوالحرية , مدينة تقوم على تقوى من الله ورضوان ..
الجزائر في 16 أبريل – نيسان 1964 . توقيع : محمّد البشير الابراهيمي .
ومثلمادخل أحمد بن بلة في صراع مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين , فقد دخلفي صراع أخر مع رفاق دربه بالأمس , حيث شعر العديد من مفجرّي الثورةالجزائرية أن البساط قد سحب من تحتهم وأنهم باتوا بدون أدوار في مرحلةالاستقلال و بدأت الفتنة تطل برأسها بين الأخوة الأعداء وتمّ تدشين أولىالاغتيالات السياسية في الجزائر والتي تواصلت في عهد هواري بومدين و رافقتكل العهود الجزائرية , وقد بلغت هذه الاغتيالات الذروة في عهد محمد بوضيافوعلى كافي واليامين زروال . وفي عهد أحمد بن بلة أعدم العقيد شعباني , كماأغتيل في اسبانيا محمّد خيضر أحد قادة الثورة الجزائرية, أما حسين أيتأحمد الذي كان مغضوبا عليه فقد فرّ الى باريس و أسسّ جبهة القوىالاشتراكية , وتمّ اعتقال محمد بوضياف وحكم عليه بالاعدام وبعد تدخلالعديد من الوسطاء خرج من السجن وغادر الجزائر متوجها الى فرنسا ومنها الىمدينة القنيطرة في المغرب حيث قضّى فيها قرابة ثلاثين سنة قبل أن تستغيثبه المؤسسة العسكرية في الجزائر ليكون رئيسا خلفا للشاذلي بن جديد الذيأقالته نفس المؤسسة غداة الانتخابات الاشتراعية التي فازت فيها الجبهةالاسلامية للانقاذ في أواخر 1991 .
وفي باريس ألفّ محمد بوضياف كتابابعنوان :الجزائر الى أين ! عالج فيه مصير الجزائر بعد استقلالها . ووسطهذه الخلافات السياسية ترأس بن بلة الدولة الجزائرية وحاول الاستعانة بدولالمحور الاشتراكي في ذلك الوقت لتجاوز مخلفّات الاستعمار , وفي بداية عهدهأولى بن بلة القطاع الاقتصادي والتربوي أهمية خاصة , فعلى المستوىالاقتصادي نهجت الجزائر نهج الاقتصاد الموجّه والمسيّر وكانت الحكومةالجزائرية تستعين في هذا المجال بالمساعدات القادمة من الصين ويوغوسلافياالسابقة ومصر وباقي الدول التي ناصرت الثورة الجزائرية .
وكانت هناكمعضلة تواجه الاقتصاد الجزائري تمثلت في سيطرة فرنسا على قطاع الطاقةوأستفردت ولسنوات عديدة في الاستفادة من الثروات الطبيعية الجزائرية وكانتالشركات الفرنسية تتولى التنقيب عن النفط وتسويقه , وبدل أن يكون النفطالجزائري في خدمة الشعب الجزائري الذي أنهكته الحقبة الاستعمارية الفرنسية, فقد واصلت فرنسا عملية السلب والنهب الى أن قام الرئيس الجزئري هواريبومدين بتأميم النفط .
وقد وجدت الدولة الفتية صعوبة بالغة في اعادةتأهيل البنى التحتية واعادة الروح الى القطاع الزراعي والاقتصادي ,ورغم أنعدد الشعب الجزائري لم يتجاوز تاريخئذ 12 مليون نسمة الاّ أنّ الحكومةالفتية وجدت صعوبة في ايجاد الحلول للمشاكل العالقة .
وفي العهدالاستعماري كانت السلطات الفرنسية تخصّ بالاهتمام المناطق الأهلة بالسكانالفرنسيين كالجزائر العاصمة ووهران والبليدة وغيرها أما القرى النائيةوالأرياف فقد كانت محرومة من أبسط أساليب العيش الكريم كالكهرباء والماءوالمستوصفات وماالى ذلك من نقائص ,و وجدت الدولة الجزائرية الفتية صعوباتفي اعادة تأهيل القرى والمناطق الريفية , وبقيّ وضعها على ماهو عليه الىأن تولىّ الرئيس هواري بومدين الحكم بانقلاب عسكري فأولى الفلاحينالمحرومين بعضا من اهتمامه .
وعلى مستوى بنيوية الدولة فقد كانتمفاصلها بيد المؤسسة العسكرية التي كانت متحالفة مع حزب جبهة التحريرالوطني الذي كان الحزب الوحيد الحاكم الى بداية الانفصال بين السلطة و حزبجبهة التحرير الوطني عقب خريف الغضب الجزائري في 05 أكتوبر –تشرين الأول1988 , وكانت الدولة أنذاك تفتقد الى المؤسسات الدستورية بل كانت تكتفيبالتلويح دوما بالشرعية الثورية , وعندما شعرت الدولة بحاجتها الى مؤسسةتشريعية قامت بتشكيل مؤسسة شبه اشتراعية تمّ تعيين كل أعضائها وكان يشترطفي العضو أن يكون منتمياّ الى حزب جبهة التحرير الوطني .


علاقاتالجزائر الدولية :على الرغم من أن الدولة الجزائرية الفتية قررت اقامةعلاقات حسنة ومميزة مع كل الذين وقفوا الى جانب الثورة الجزائرية , الاّأنّ حكومة بن بلة وجدت نفسها في مهب العاصفة مع المغرب بسبب خلافات حدوديةبين الجزائر والمغرب , وفي سنة 1963 نشبت مناوشات على الحدود بين البلدينوقد شكلت هذه المناوشات لبنة الصراع السياسي الحاد بين الرباط والجزائرالذي مافتئ يتفاقم ويتفاعل على امتداد ثلاثة عقود .
وكانت علاقاتالجزائر مع كل من ليبيا وموريتانيا وتونس الى حدّ ما جيدة الى أن أصبحتقضية الصحراء الغربية هي معيار التوازن في علاقات الجزائر المغاربية حيثباتت ساعتها خاضعة للمدّ والجزر . وعلى صعيد علاقات الجزائر مع بقية الدولالعربية كمصر والعراق وسوريا فقد كانت ايجابية , كما حرص بن بلة على مدّجسور التواصل مع الدول الاشتراكية بدءا بموسكو ومرورا بهافانا ووصولا الىبلغراد .

03/السقوط :

كان أحمد بن بلة يثق ثقة عمياء فيوزير دفاعه هواري بومدين , فهذا الأخير هو الذي نصبّ بن بلة على رأسالدولة الجزائرية الفتية وهو الذي مهدّ له الطريق باتجاه قمة هرم السلطة ,ولم يكن بن بلة يتوقع أن تأتيه طعنة بروتوس من صديقه هواري بومدين .
وبومدينالذي أطاح بأحمد بن بلة بانقلاب كان يعتبر أن بن بلة خرج عن خط الثورةالجزائرية واستأثر بالسلطة و كان يتهمه بالديكتاتورية والشوفينية وكانيأخذ عليه احتكاره لتسعة مناصب حساسة في وقت واحد , وكان بومدين يزعم أنهلجأ الى الانقلاب انقاذا للثورة وتصحيحا للمسار السياسي و حفاظا علىمكتسبات الثورة الجزائرية . ومهما كانت مبررات الانقلاب فانّه سنّ سنّةسيئة في الجزائر وأعتبر هذا الانقلاب بداية الانحراف في السياسة الرسميةالجزائرية التي مازالت أزمة الشرعية احدى معالمها . وغداة الانقلاب عليهوضع أحمد بن بلة في فيلا خاصة في منطقة شبه معزولة ولم يسمح لأحد بزيارته, ولم تجد تدخلات جمال عبد الناصر الشخصية في اطلاق سراحه , وذهبت سدى كلالمحاولات التي قام بها رؤساء الدول الذين كانت تربطهم بابن بلة علاقاتصداقة .
وعن فترة اعتقاله التي استمرّت 15 سنة قال أحمد بن بلة أنّهاستفاد من أجواء العزلة واستغلّ أوقاته في المطالعة والقراءة حيث بدأيتعرف الى الفكر الاسلامي وغيره من الطروحات الفكرية .وقد تزوجّ وهو فيالسجن من صحافية جزائرية تعرفت عليه عندما كان رئيسا للدولة الجزائرية .
وعندماوصل الشاذلي بن جديد الى السلطة سنة 1980 أصدر عفوا عن أحمد بن بلة حيثغادر الجزائر متوجها الى باريس ومنها الى سويسرا في منفى اختياري , وعندماكان في باريس أسسّ حزبا أطلق عليه اسم الحركة من أجل الديموقراطية , وكانتهذه الحركة تصدر مجلتين هما البديل وبعده منبر أكتوبر تيمنا بانتفاضةأكتوبر الجزائرية سنة 1988 .
وقد عارض نظام الشاذلي بن جديد وحزب جبهةالتحرير الوطني والأحادية السياسية , وكان يطالب بحياة سياسية تتسمبالديموقراطية واحترام حقوق الانسان .
وبعد دخول الجزائر مرحلةالديموقراطية التنفيسية عقب خريف الغضب في 05 تشرين الأول – أكتوبر – 1988عاد أحمد بن بلة الى الجزائر على متن باخرة أقلعت من أسبانيا وكان برفقتهمئات الشخصيات الجزائرية والعربية والأجنبية , وواصل في الجزائر معارضتهللنظام الجزائري من خلال حركته من أجل الديموقراطية . ولم يحقق حزب أحمدبن بلة أي نجاح يذكر أثناء الانتخابات التشريعية الملغاة والتي جرت في 26كانون الأول –ديسمبر 1991 وعلى الرغم من ذلك فانّ أحمد بن بلة كان معترضاعلى الغاء الانتخابات التشريعية وكان يطالب بالعودة الى المسار الانتخابيوكان يعتبر المجلس الأعلى للدولة – رئاسة جماعية – الذي تشكل بعد الغاءالانتخابات واقالة الشاذلي بن جديد سلطة غير شرعية .
وعندما حلّتالجبهة الاسلامية للانقاذ من قبل السلطة الجزائرية اعترض على ذلك وغادرالجزائر مجددا وتوجه الى سويسرا ومافتئ هناك يطالب بالمصالحة الوطنيةالمؤجلة و عاد الى الجزائر مجددا وقابل عندها رئيس الحكومة بلعيد عبدالسلام الذي قال لبن بلة : أن هناك مجموعة من الضباط يقفون ضد الحوار وطلببلعيد من بن بلة التحرك لقص أجنحة رافضي الحوار , ويبدو أن أجنحة بلعيدعبد السلام هي التي قصّت وأقيل من منصبه .

04/أراء بن بلة في مختلف القضايا :

عندماسئل بن بلة بعد خروجه من السجن وتوجهه الى فرنسا ومنها الى سويسرا هل أنتلائكي –علماني – أجاب بأنّه ليس لائكيا وليس من دعاة اللائكية ,و هي نتاجغربي محض وجاءت لتحلّ محل الكنيسة ونجم عن ذلك الفصل مابين الدين والدولةومن يدعو الى اللائكية كما قال بن بلة فهو يريد أن يلبس جلدا غربيا لجسداسلامي , انّه يريد تغريب مجتمعه ويبعده عن الحضارة الاسلامية الاطارالصحيح لأي منظور سياسي في الحكم . وفي هذا المجال أيضا قال بن بلة أنهيرفض حكم الفقهاء وأنّه ليس خمينيا ولا يلبس عباءة أي شخص , أنّه مجردمواطن جزائري ومناضل في حزب الشعب ثمّ حركة انتصار الحريات الديموقراطيةثمّ مجاهد في أول نوفمبر وأحد مناضلي جبهة التحرير الوطني كما قال بن بلةعن نفسه .
وقال بن بلة : أنا أفتخر بأنني أحد مناضلي جبهة التحريرالوطني التي كانت تتويجا للنضالات الجزائرية من الأمير عبد القادرالجزائري مرورا بأولاد سيدي الشيخ والمقراني والشيخ الحدّاد وبومعزةبوزيان و الزعاطشة , ومذبحة 08 ماي – أيّار 1945 في قالمة وسطيف وخراطةوهي سلسلة نضالات وانتفاضات شعبية متكاملة نابعة من قيّمنا العربيةوالاسلامية , أنا أنطلق من هذه القيم مجتمعة .
وسئل بن بلة عن رأيه فيالذين قادوا انقلابا عليه ووعدوا الشعب الجزائري بكتاب أبيض فأجاب : ليسمن حقي أن أقول للشعب الجزائري ما يعرفه ويحس به يوميا , أنا لن أطالبهمبالكتاب الأبيض لأن الشعب الجزائري يدرك من أعماقه ذلك , أولم يعدوا الشعبالجزائري في 19 جوان – حزيران 1965 –تاريخ الانقلاب على حكم أحمد بن بلة –بانشاء دولة القانون واحترام كل المؤسسات السياسية والتشريعية القائمة !
أينهي الدولة ! أو لم ينهوا مسيرة المجلس الشعبي الوطني ! قال أحمد بن بلةوالذي استطرد قائلا : أولم يلغوا اللجنة المركزية والمكتب السياسي !
وسئلبن بلة عن الثقافة في الجزائر فقال : هل توجد ثقافة في الجزائر ! هل يوجدفي ذهن مسؤول جزائري تقلدّ وزارة الثقافة مشروع ثقافي ! ألم يهن الكتابوالمفكرون !
وسئل عن الدولة في عهده فقال : أنا الذي كونت الدولةالجزائرية بعد استرجاع السيادة الوطنية , وهذا شرف أفتخر به , ذلك أناتفاقيات ايفيان –وهي التي أفضت الى استقلال الجزائر – فرضت ضرورة وجودطرف قويّ لتحمل المسؤولية و كان لابدّ لنا من اللجوء الى الانتخاباتالشعبية وتأميم أراضي الكولون , ما يقرب من 03ملايين هكتار و أراضيالباشاوات – الجزائريون الذين كانوا يتعاملون مع السلطات الفرنسية وجمعواثروات جرّاء هذه العمالة - , وأعتقد أن المشروع الحقيقي للثورة الزراعيةبدأ في عهد تأميمنا للأراضي التي لم تكن للجزائر وانما للكولون –المستعمرين – وعملائهم .
وقال بن بلة : وقد لجأت الى التسيير الذاتيوتأميم البنوك و انتهاج سياسة خارجية فعالة لمدّة لم تتجاوز السنتينوالنصف , ولم تكن في أيدينا أموال النفط والغاز , ومع ذلك قمنا بحل الكثيرمن المشاكل الاجتماعية وقضينا على ظواهر عديدة مثل ظاهرة المتسولين وماسحيالأحذية وغيرها .
وقمنا بحملات ضخمة للتشجير ومحاربة التصحّر , وكانتالمدينة نظيفة بشوارعها وسكانها ولم تكن هناك أفكار تحقد على الثورة كماهو الأن , كان المواطن الجزائري مستعدا للتضحية في سبيل وطنه , ولم تكنهناك ظاهرة الرشوة كما هو الأن .
وسئل عن موقفه من اللغة العربيةوالبربرية ! ولماذا لجأ في عهده الى محو الأمية باللغة الفرنسية ! فأجاب :أعتبر أنه من العيب أن نأتي بعد ربع قرن لنسأل عن موقفنا من اللغة العربية, أنا ضدّ من يطرح أي لغة أخرى مهما كانت , فعلى مستوى اللغة العربية فهيلغتنا الوطنية , ولا يمكن التخلي عنها أو تشجييع أي لغة أخرى منافسة لها ,أنا بربري في الأصل وتراثي البربري تدعيم لأصالتي العربية والاسلامية ومنثمّة لا أسمح بوجود لغتين وطنيتين : عربية وبربرية , انّ اللغة الوطنيةالوحيدة هي اللغة العربية , أما البربرية فتدخل في حيّز التراث الذي يتطلبمنا اثراؤه ودعم الايجابي منه . وردّ على الاتهام بقوله : بدأنا بمحوالأمية بالفرنسية ,و لم يكن عندنا ما يكفي من المعلمين باللغة العربيةلتسيير مؤسسة تربوية واحدة وقد لجأنا لاحقا الى التعريب , لقد أحضرنا جيشامن الأساتذة من مختلف الأقطار العربية وشرعنا في اعداد برنامج وطنيللتعليم في مختلف مستويات التعليم .و كناّ نعد لاصدار قرار بعد قرارالتسيير الذاتي يقضي بتعريب الجامعة , وقام السيد الطاهر الذي كلفتهباعداد المشروع القاضي بدراسة مختلف المؤسسات التعليمية واحتياجاتهاوبرامجها الاّ أن الانقلاب كان أسبق من الاعلان عن المشروع الوطني للتعريبوكنا ندرك جيدا أهمية تعريب الجامعة وهذا لا يعني أنه لم يكن هناك برنامجللتعليم بل لقد بدأنا بالتعليم الأصلي .
وسئل بن بلة عن وفائه لجمالعبد الناصر فقال :أنا وفيّ لفكر جمال عبد الناصر لأنني أعتبره رجلا عظيماساهم في دعم الثورة الجزائرية أكثر من أي شخص أخر في الوطن العربي الذيتحكمه أطراف متناقضة ومتباينة مثل عبد الاله في الأردن ونوري السعيد فيالعراق وعبود السودان وكانت تعيش تابعة للغير ,باستثناء عبد الناصر الذيكان يمثل الوفاء للثورة الجزائرية في مختلف مراحلها , والجزائريون مدينونلهذا الرجل وأظن أنّ خروج الشعب الجزائري الى الشارع يوم وفاته كان دليلاعلى وجوده في وجدانهم وضمائرهم ولا نستطيع أن نحصي ما قدمّه للثورةالجزائرية في سطور كما قال أحمد بن بلة . وعما يريده من الجزائر بعدثلاثين سنة من استقلالها قال : ما أطالب به هو تحرير البلاد - أي الجزائر– من التبعية والرجوع الى الأصل العربي والاسلامي ووضع حدّ للهيمنةالرأسمالية الغربية واقامة وحدة بين الدول المغاربية …..
ذلك هو أحمدبن بلة اليوم بعيدا عن السلطة التي يبدي ندمه الكبير على سنوات وجوده فيقمة هرمها , بن بلة اليوم غيره البارحة , وبن بلة الثائر غير بن بلةالسلطوي وكلاهما غير بن بلة المعارض , ومهما قيل ويقال عن بن بلة ومرحلةحكمه يبقى الرجل من الرموز التي ساهمت في تحرير الجزائر من ربقة الاستعمارالفرنسي ..

aswase28
مراقبين
مراقبين

عدد المساهمات : 42
نقاط : 5107
تاريخ التسجيل : 09/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى